قصيدة
: في دارنا..
في دارنا ..
قد جن ليل الغربة المشؤومةِ
لا أفهمُ ..
ماذا جرى للدار بعد الفرحةِ
أتراه كان الليل يعشق دارنا
أم دارنا هي من تحب العيش تحت الظلمةِ..
كنا على كتف الورى يمتد في أفراحنا أمد طويلْ
لا فرق بين اليومَ أو في الأمس أو في البكرةِ
كنا نحاور عتمة الليل السعيد ولا نخاف من الأصيلْ
ونراقب الأنوار من فجر يعبقه رحيق النسمةِ
ومحبتي..
مشدودة في الدار لا تبغي الرحيلْ
هي لا تحبذ أن تلبد فرحتي..
كنا نعيش الحب لا نرضى بغير الحب يسكن دارنا
..
حتى إذا ما لاح غيم في سماء الدار فرّق جمعَه
الحبُ الذي
يسمو بجمع الدار فوق الفُرقةِ..
هي دارنا كانت بهية طلعةِ..
فالعشب أخضر ناعم متلألئٌ
والورد يرقص فوقه بمسرةِ..
حتى خيوط الشمس في لمعانها
تنساب فوق البحرةِ الحمراء عند الفجر دون
مشقةِ..
هي دارنا ..كانت كمثل الدرة المكنونةِ
كانت ربابا حالما يختال تيها فوق أرض العزةِ..
هي دارنا كانت بعطر الحب مثل الوردةِ..
هي في ربوع الكون شامخة كمثل النخلةِ..
في دارنا..
أنا طفلة والكل يمرح رفقتي ..
الزهر والأطيار والأشجار حتى الرسم في تنورتي..
أنا طفلة وظفيرتي السوداء معْ عصفورتي..
تتبادلان اللهو والأنغام والحب الجميل برقةِ..
في دارنا ..
أنا طفلة ألهو وأصحب دميتي..
حتى إذا ما عدت بعد اللهو أدخل غرفتي..
حتى أدون قصتي ..بل فرحتي ..
وأقلب الصفحات في كراستي..
حتى مساء حل ليل الغربة المشؤومةِ.
الوحش حطَم فرحتي..
هي فرحة الدار التي أسردتها في قصتي..
وقد انقضت بحلول ليل الغربة المشؤومةِ..
الوحش فرق جمعنا في لحظةِ..
فالكل يركض خائفا من بطشه وسلاحهِ
وأنا أصيح بقوةِ..
ما البال يا إخوان نترك دارنا في الخلف تبكي
فرقتي..
ما البال نترك دارنا في الخلف تنهشها كلاب
الفتنةِ..
لم يلتفت أحد إليَّ ولم يردَّ على تردّد
صيحتي..
وأنا أصيح بقوةِ..
أمي تعالي نرجعُ
أنا لم أودع غرفتي..
أماه إن الوحش يسرق دميتي
ويمزق الأفراح في كراستي..
لا يا ابنتي لا ترجعي..
لم يبق في الدار التي أحببتها إلا ركام حجارة
شهدت على حِقْد العِدى
ودماء جرح لم يزل ينعى شقوق المحنةِ..
لا ترجعي إن الغزاة مدمرونَ
مخربون مجندون لبث نار الفتنةِ..
لا تجزعي ..
عما قريب نرجعُ للدار
يرجعنا جنود العزةِ
عما قريب ٍ ..
لن يطول فراقُنا حتى نبشرَ كلنا بالعودةِ..؟