إج ـــازتي .. كيف أقضيها ؟ .. وكيف أستثمُرها ؟ .. وكيف أستمتِعُ بها ؟. ’،
[/size]
ينتظر الناس بفارغ الصبر متى تلوح شمسُ الإجازة الصيفية في الأُفُق ، لأنها تأتي بعد عناء عام كامل من الأعمال المضنية ، والمشاغل المرهقة ، فالكل يفرح بها أشدَّ الفرح ليخلعوا عن ظهورهم مظاهر التعب و رواحل التعب ، ويتفيئون ظلالها ليعودا بعدها وقد تجدد نشاطهم واستجمَّت أنفسهم وانشرحت صدورهم . ويبدأ التخطيط لهذه الإجازات من شهور ماضيات ، وتُطرح كثير من الأسئلة : أين نقضيها ؟ وفـيما نمـضيـها ؟ مــاذا نــفـعـل فــيـهـا ؟ كيف نتمتع بها ونستفيد منها ؟ ومن حقِّ كل واحدٍ أن يطرح هذه الأسئلة وغيرها ويحاول أن يجيب عليها بإجابات علمية عملية تحقق الرغبات وترضي العقول والقلوب .. فالكلٌّ في حاجة إلى [ إجازة سعيدة ] !!
ولكنها ـ وللأسف ! قد تتحوَّل ـ عند البعض ـ إلى إجازة مؤسفة شقية نكيدة ، تملؤها الأحزان واللوعات وتغزوها الآلام والحرقات ، بل ولا تنتهي تبعاتها ولوعاتها في الدنيا بنهايتها ، وإنما تستطيل لتصل للآخرة حيث الحساب والعقاب والجزاء والعذاب . وتحصل هذه الشقوة عندما تكون هذه الإجازة عوناً على معصية الله تعالى بتضييع الواجبات وفعل المحرمات وتعطيل الحقوق وتضييع الأمانات . فالبعض يعتقد أنها إجازة من كثير من الأعمال الصالحة .. والبعض الآخر يظنها فرصة مواتية لفعل ما كان محرماً وارتكاب ما كان محذوراً .. والبعض يعتقد أنها مناسبة للتفلت من كل زمام والتحرر من أيِّ قيد .. وحجَّة الجميع ؛ أننا نريد [ إجازة سعيدة ] !! فيبحثون عن السعادة في مواطن الشقاء ، ويلتمسون الراحة في أماكن العناء ، كمن يشرب من البحر ليروى أو يحتضن الثلج ليدفأ ، ويتداوى بالتي كانت هي الداء ! فيقع في هذه الإجازات من المنكرات والمعاصي والموبقات ما تشقى به حياة الناس في دنياهم وأُخراهم بما عصوا خالقهم ومولاهم .. فكيف يريد السعادة من حُرم لذَّة العبادة ؟! وكيف يبحث عن الهناء من يحارب ربَّ الأرض والسماء ؟! وكيف يرجو السرور من يواقع الفجور ، ويمارس الشرور وينتهك المحظور ؟! وكيف يذوق لذة الحياة من ركب هواه وخالف مولاه وتمرَّد على الله ؟! لذلك لزم على كلِّ ناصح صالح أن يبين للناس ما وجب عليهم وما حُرِّم عليهم ، ليحي من حيَّ منهم عن بينة ويهلك من هلك عن بينة ، ولا يهلك على الله إلاَّ الهالك . قال تعالى : [ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ ]201- الأعراف وعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم : " ما مِن عبدٍ مؤمنٍ إلا ولهُ ذنبٌ يعتادُهُ الفينَةَ بعدَ الفينَةِ ، أو ذنبٌ هو مقيمٌ عليهِ لا يُفارقُه حتى يفارقَ الدُّنيا ، إنَّ المؤمنَ خُلقَ مُفتنَّاً توَّاباً نسَّاءً ؛ إذا ذُكِّرَ ذَكَرَ "
ما ذكر نقلته من كتاب ( كيف نستثمر أوقاتنا )
ومن هٌنا غالياتي سوفَ أطرحُ عليكم : في كيفية استثمار أوقاتنا ؟ وكيف نقضي إجازتنا وتكون سعيدة تنفعنا وتفيدنا فكونو معي